کد مطلب:118546 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:191

خطبه 225-چرا مردم مختلفند؟











[صفحه 425]

الفصل اشاره الی السبب المادی لاختلاف الناس فی الصور و الاخلاق. و الطین: اشاره الی ما ذكره من التربه الممتزجه من السبخ، و العذب، و الحزن، و السهل: و هی الجزء الارضی فی الابدان البشریه، و انما خصصه بالذكر دون سائر العناصر، لانه الجزء الارضی فیها كما علمت فی الخطبه الاولی، و ظاهر ان لتلك التربه بحسب ما یغلب علیها من الكیفیات المذكوره اثرا عظیما فی اختلاف الصور و الاخلاق، ففی الاغلب فیمن یتولد فی البلاد السبخه ان یكون مزاجه حارا یابسا. و بحسب ذلك تكون نحافه بدنه و سرعه نزقه و ما یتبع ذلك من ذمیم الاخلاق اوحمیدها، و ذلك من عذبت تربته كان الاغلب علیه لطف الصوره و حسن الاخلاق. و الفلقه: الفطعه. و قوله: فتام الرواء الی آخره: كالتصیل لهم فی تفاوتهم، و ذكر اقساما خمسه. والرواء: المنظر الحسن. و السبر: اختبار الباطن. و قریب القعر: كنایه عن القصر. و قیل: لبعض الحكماء حین سئل ما بال القصیر من الناس ادهی و احذق؟ قال: لقرب قلبه من دماغه. و كانه اراد ان القلب لما كان مبدا الحار الغریزی، و كانت الاعراض النفسانیه من الفطنه و الذكاء و الفهم و الاقدام و الوقاحه و حسن الظن وجوده الرجاء و النشاط و رجولیه الاخلاق و قله

الكسل و قله الانفعال عن الاشیاء كل ذلك یدل علی الحراره، و توفرها و اضداد ذلك یدل علی البروده لاجرم كان قرب القلب من الدماغ فی القصر، لكونه سببا لترفر الحراره فی الدماغ، وجوده استعداد القوی النفسانیه فیه سببا لتلك الاعراض المذكوره، و كان بعده منه فی الطویل سببا لقله الحراره فیه و ضعف استعداد القوی النفسانیه للتك الاعراض. و الضریبه الخلق. و الجملیه ما یجلبه الانسان و یتكلفه. و بالله التوفیق.


صفحه 425.